عبدالله أباحسين

بعض الأحاديث عن السفر، الكتب، التسويق وغيرها.

إعلانات اليوم الوطني السعودي الـ ٨٥

أضيفت في 19 سبتمبر 2015

من تصوير الصديق فيصل بن زرعة

منذ عدة أعوام ونحن نرى تفاعل الشركات في السعودية يتزايد مع اليوم الوطني السعودي، في رأيي مواسم كشهر رمضان الكريم و اليوم الوطني أصبحت كـ Super Bowl سعودي تتسابق فيه الشركات بمختلف قطاعاتها إلى قلب العميل، حيث أصبح هذا اليوم موسماً وساحة للتنافس في إبراز إبداع كل شركة ووطنيتها، وأصبحت شخصياً أنتظر هذا اليوم لأرى ماذا سيكون نتاج هذه السنة.

كل عام وهذا الوطن بألف خير أولاً وأخيراً.

  • موبايلي:

في رأيي وفقت موبايلي في الربط بين مناسبتي عيد الأضحى واليوم الوطني في حملة واحدة، إعلان جميل جداً.

  • دلة البركة:

منذ فترة ودلة البركة تعتمد على إحياء الأغنية الجميلة (بلادي منار الهدى) وكذلك هذه السنة إعتمدت على نفس المنوال في حملتها “أرسل تحيّتك“، إعلان يلامس مشاعرك وتحّس به.

  • الإتصالات السعودية:

  • شاورمر:

إعلان رائع وفكرة عظيمة في إبراز التجاور والقرب الذي يعيشة السعوديين والمقيمين في السعودية وهو من أكثر الإعلانات مشاركة بين السعوديين في يوتيوب (حسب Youtube Trend Dashboard).

  • المراعي:

إعتمدت المراعي على النشيد الوطني السعودي كأساس لحملتها في اليوم الوطني “#الوطن_يجمعنا، وهي نفس الفكرة التي قامت بها موبايلي عام ٢٠١٤م “#صوت_واحد_وطن_واحد” بإختلاف بسيط.


 

سأحاول إضافة بقية الإعلانات التي تمّر علي، إذا لم تجد إعلان شركتك ياليت تبلغني في تويتر @iAbdullah ويعطيك العافية مقدماً :).

* الصورة من تصوير الصديق فيصل بن زرعة.

إيطاليا .. La bella vita (٢)

أضيفت في 25 ديسمبر 2013

[ هذا هو الجزء الثاني عن إيطاليا، يمكنك قراءة الجزء الأول هنا ]

تحدثت في الجزء الأول بتركيز عن فلورينس المدينة الأجمل -حسب رأيي الشخصي- في إيطاليا، واليوم سأتحدث بالتفصيل عن بقية المدن التي زرتها في بقية الرحلة.

  • ريتشوني و سان مارينو :

الطريق إلى ريتشوني

مصيف المشاهير من بيليه إلى المغنية الإيطالية مينا و الممثل تونياتزي وغيرهم الكثير، بلد ساحلي هاديء وجميل. وصلنا إلى ريتشوني في وقت متأخر من الليل مما إضطرنا للذهاب مباشرة إلى الفندق “اللي كان مش ولابد”، وبعد تجهيز الغرف إتجهنا للتجول حول المدينة لمعرفتها أكثر.

الأجواء كانت باردة -للأسف- وهذه الأجواء لا تناسب أبداً في مدينة ساحلية، زرنا المنطقة الأهم في المدينة وهي Viale Maria Ceccarini وهي واحدة من أشهر مناطق ريتشوني للتسوق، تتعامد على ساحة بشاطيء المدينة يقام فيها العديد من الحفلات، كانت ليلة باردة أدفئناها بالقهوة والعشاء لتنتهي بسلام.

أصبحنا في يومنا الثاني على القهوة -مرة ومرات أخرى :)- وكانت الأجواء من أجمل مايكون ومناسبة، تجولنا على شاطيء ريتشوني الجميل على إمتداد المدينة، إتجهنا بعدها إلى سان مارينو المدينة أو الدولة داخل دولة!

المنظر من أعلى سان مارينو

سأتحدث قليلاً عن سان مارينو، وفكرة جمهورية سان مارينو، هي ببساطة دولة مجهرية تقع داخل إيطاليا، تشتهر بأنها أكثر دول العالم سلاماً، تحيطها إيطاليا مع جميع الجهات، ولا تتجاوز مساحتها ٦٢ كم مربع، أي أن الرياض أكبر منها بـ 25 مرة :)، وهي تعتبر أقدم دولة ذات سيادة وجمهورية دستورية في العالم ولديها أقدم دستور ساري حتى الآن.

أبرز مافي سان مارينو إطلالتها الجميلة، فالمدينة تقع في قمة جبل ومنها يمكنك مشاهدة المناطق المحيطة مثل ريميني وريتشوني بأراضيها الخضراء، والبحر على جانبها، إطلالة تستحق الزيارة والتجول فيها، ولا تبعد كثيراً عن ريتشوني.

مما ستسغرب من مشاهدته هو كثرة المحلات الخاصة بالأسلحة في هذا البلد الصغير، رغم شهرته بالسلام إلا أن محلات الأسلحة في كل مكان، لم أجرب الدخول إلى أحدها -يكفي سعودي وأسلحة بعد!- ولكن شاهدناها في كل الزوايا تبيع الأسلحة من البيضاء إلى المسدسات!

تجولنا في المدينة وخصوصاً قلعتها، لا يوجد الكثير في البلد لكن المنظر من أعلى القلعة مبهر وجميل ويستحق الزيارة، وكذلك الطريق منها وإليها ممتع حيث تمر بالكثير من القرى الصغيرة والمزارع خصوصاً إذا استخدمت الطريق الزراعي.

عدنا إلى ريتشوني قبل غروب الشمس وتحت المطر تجولنا في المدينة بالسيارة مروراً بريميني القريبة منها وبعض القرى الصغيرة القريبة من ريتشوني.

قد يكون أبرز أحداث زيارتي لريتشوني هو قدوم حفيد والديّ العشرين -ماشاء الله- لهذه الدنيا، حيث وقتها رزقت أختي غادة بإبنها الثالث نواف، مما أضاف جمالاً فوق جمال ريتشوني، وهل هناك أجمل من أن ترزق عائلتك بطفل صغير؟

  • فينيسيا:

كأهمية زيارة الأهرام في مصر؛ فزيارة مدينة فينيسا في إيطاليا من أهم الأحداث في جدول زيارتك، المدينة المعجزة وثاني أشهر مدن إيطاليا السياحية بعد العاصمة روما، كنّا أنا وعبدالله قد أضفنا زيارة فينيسا كمحطة في طريقنا من ريتشوني إلى ميلان بحيث نصلها بداية النهار و “نلفها” بسرعة ونخرج منها إلى ميلان، حيث كانت توصيات بعض الأصدقاء أن لا تكون مدة بقائنا فيها طويلة لسببين الأول أننا “عزّاب” والثاني أنها مدينة سياحية من الدرجة الأولى مما يعني غلاء في الأسعار وضعف في الجودة بشكل عام وهو فعلاً مالاحظت.

IMG_4726

وصلنا إلى فينيسيا عبر الطريق السريع من ريتشوني وأبوعابد مستمتع بغفوته، لم نكن نعرف أين نتجه بصراحه حيث أن المدينة تتكون من جزئين المدينة جزء بحيرة البندقية والجزء اليابس، حيث أن المهم في المدينة هو البلدة القديمة التي تغمر المياة جميع ممراتها وجسورها الموجودة في كل مكان، والأزقة الصغيرة التي تربط أجزاء المركز التاريخي للمدينة ببعضها.

التجول في المركز التاريخي للمدينة ممتع، ستتوه كثيراً لكن ستصل إلى شيء ما في النهاية، أوقفنا سيارتنا في أحد المواقف خارج المدينة، وبإستخدام مترو يكلفك يورو واحد ستصل مباشرة للمركز التاريخي للمدينة.

من محطة المترو إتجهنا بلا هدى نسير في كل إتجاه، ونغير مسارنا في كل مرة حسب الزحمة التي تواجهنا، لم نكن خططنا لزيارة أي معلم، وإنما كنا نبحث عن التجول حول المدينة ببساطة والإستمتاع بالجو البارد و أزقة المدينة الهادئة دون الحرص على مشاهدة أي معلم تاريخي -فقد كفتنا فلورينس في ذلك- ومشاهدة السياح من كل أنحاء العالم يتجولون في كل مكان.

لا أعلم بصراحة ماذا زرنا في طريقنا ذلك اليوم، ولكنني متأكد أن ما شاهدته كان يدور حول الجمال والتاريخ ورائحة الماء، أحمد الله أن وقت زيارتنا لفينيسيا كان في فترة الربيع، فحسب ما أعرف أن زيارتها في الصيف تعيسة بكل المعاني لسخونة الجو ورائحة المياة الراكدة.

IMG_4739

من أبرز الأماكن التي زرناها وعرفت عنها أكثر بعد عودتي للرياض هي القناة الرئيسية في فينيسيا، وهي أكبر القنوات المائية في المدينة بحيث يعبر فوقها أطول جسر فيها، وسيسحرك المنظر والمنازل الملونة على جانبيها.

مررنا كذلك بساحة سان ماركو (Piazza San Marco) وهي الساحة الرئيسية للبلدة تتجمع حولها المطاعم والمقاهي و تمتد حتى شاطيء البحر والميناء من الجهة الأخرى، كل مافعلناه يومها هو كوب من القهوة أمام الشاطيء وتوّقع البلد الذي أتى منه كل من يمر أمامنا، شغل سعوديين يعني.

  • ميلان:

إن كان في إيطاليا مكان ممل وسيء فهو ميلان حرفياً، لا أعلم لماذا لم أحب هذه المدينة، كنّا قد حجزنا أحد الفنادق القريبه من Duomo di Milano وهي كاثيدرائية ميلان و أهم معالمها التاريخية، تحيط بها العديد من المطاعم والمقاهي الجميلة والمناسبة للجلوس خصوصاً في النهار.

المدينة بشكل عام كئيبة وكانت محطة لنا فقط قبل السفر لنكون أقرب للمطار عند رحلة العودة، كانت الأحداث اليومية ببساطة تدور حول الأكل والقهوة بشكل عام مع زيارة قصيرة إلى Fox Town لبعض التسوّق.

بهذه المدينة أنهيت رحلتي السريعة والخفيفة، أتمنى أن تحصل لي فرصة زيارة إيطاليا مرة أخرى لأكتب أكثر عن هذا البلد الجميل.

إيطاليا .. La bella vita (١)

أضيفت في 25 نوفمبر 2013

فلورينس الجميلة من أعلى بيازا مايكلانجلو لي مع السفر حكاية، فدائما ما تكون خططي مرتبطة بالآخرين ولا احب السفر وحيداً، لذلك يكون الترتيب للسفر سريعاً ومفاجِئً وهو ماحدث في هذه الرحلة، حيث قررنا أنا و صديقي عبدالله الدوسري السفر لمدة ١٠ أيام خلال شهر مايو الماضي، ووقع الإختيار على الشمال الإيطالي بسبب سهولة الوصول إليه من الطرفين (أنا في الرياض وهو في أمستردام)، وبسبب مناسبة الأجواء خلال تلك الفترة للزيارة.

أخترت أن أعنون هذه التدوينة بالعبارة الإيطالية الشهيرة La bella vita والتي تعني الحياة الجميلة، وهي تصف فعلاً جمال وروعة هذا البلد الجميل، والفوضوي الذي تزيده الفوضى جمالاً يبعده عن رتابة الصفوف والنظام في بقية الدول الأوروبية التي زرتها.

كان التخطيط سريعاً -حرفياً خلال يومين- قمت بحجز الطيران عبر الإماراتية وأخترنا زيارة ٣ مدن رئيسية والمرور على ٤ مدن أخرى خلال جولتنا بالسيارة، بدأت الرحلة من فرينزي عاصمة إقليم توسكاني وأنتهت في ميلان ثاني أكبر مدن إيطاليا وعاصمة إقليم لومباردي.

عادة ما أنصح بإستخدام موقع Airbnb.com في حجوزاتك في السفر حيث يوفر الموقع إمكانية استئجار شقق سكنية من أصحابها مباشرة، لكن التنسيق الذي تحتاج إليه للحجز يتطلب وقتاً أطول فأضطررنا للفنادق عبر Booking.com و Agoda.com.

  • السفر:

عبر طائرة الإماراتية EK 201 توجهت من دبي “من مطارها الذي أكرهه جداً” إلى مطار مالبينسا في ميلان حيث وصلت هناك في صباح الثالث والعشرين من مايو، قبيل وصول عبدالله من أمستردام بتقريباً ساعتين، أنهيت إجراءات الدخول بسهولة وأتجهت مباشرة لشركة Avis لإستلام السيارة التي قمنا بحجزها مسبقاً وإختيار السيارة بالتفصيل.

ما لم أعرفه أن اختيارك للسيارة وحجزها عبر الإنترنت لا يعني حصولك عليها -تحديداً- وإنما ستحصل على نفس ما أخترت في -حالة توفرها- أو على سيارة مشابهة في الفئة التي قمت بحجزها، فما حجزناه كانت آودي من الحجم المتوسط وماحصلنا عليه كانت مرسيدس من نفس الفئة !

كنا قد خططنا أن يكون مسار الرحلة يبدأ من فلورينس و ينتهي بميلان مروراً بريتشوني وفينيس.

 الطرق الزراعية حول Cardano Al Campo

كنت أملك ما يقارب الساعة والنصف لحين وصول عبدالله أستغليتها في التجول حول المطار مع أنغام  أغنية “ياموقد النار” لطلال، في بداية الأمر حاولت البحث عن أقرب مكان تتوفر فيه القهوة بإستخدام  Foursquare توصلت إلى مقهى صغير في قرية Cardano Al Campo التي كانت الأقرب بالنسبة لي من ميلان البعيدة.

من الأشياء الملفتة للنظر وقتها أن الإيطاليين يشربون القهوة “ع الماشي”، فكنت أقف وأمامي شخصين وكنت أحاول فهم طريقة عمل المقهى ولكن كل ما سمعته من الزبائن كان “Uno Espresso” ويخرج من الصف ليقف على الطاولة الجانبية، بعدها تبدأ زوجة صاحب المقهى في تجهيز كوب الإسبريسو  مع كأس من الماء بجانبة، يشربه الزبون في رشفتين ويضع 2 يورو ويمشي ببساطة !

شخصياً كنت أبحث عن “برميل” من القهوة، فكنت وقتها قد أستهلكت طاقتي في السفر من الرياض إلى ميلان، ولم أستطع النوم في الطائرة ولدي مشوار يتجاوز الثلاث ساعات إلى فلورينس أولى محطاتنا في الرحلة، فلما جاء دوري حاولت أن أتفاهم بالإنجليزية ولكن لا حياة لمن تنادي، الإيطاليين بينهم وبين اللغة الإنجليزية عداوة فيما يبدو لي ولا تجد من يتحدث بها الا في المدن السياحية.

حاولت تقريب وتقليد اللغة حتى إستطعت إفهامه بالطلب، كل ما كنت أبحث عنه هو أكبر حجم من القهوة الأمريكية -تيك آوي- الذي كان هو الآخر مصيبة، فلا يوجد لديه أكواب ورقية! ولم يتعوّد على تقديمها بهذا الشكل.

أخيراً، حصلت على دبل شوت إسبريسو مع الماء الساخن في كأس بلاستيكي والحمدلله، الخلاصة كانت هذه القهوة الألذ في حياتي، أو أن حاجتي لها ذلك الوقت حسستني بهالشيء !

  • فرينزي:

 الطريق من ميلان إلى فلورينس

بعد وصول عبدالله إتجهنا مباشرة إلى فلورينس -أو فرينزي بالإيطالية- تاركين ميلان القريبة لتكون المحطة الأخيرة التي سنسافر منها للرياض، المسافة من ميلان في الشمال إلى فلورينس في وسط البلاد تتجاوز 300 كم وستحتاج إلى ما يقارب الثلاث ساعات ونصف لقطعها ولكن الطريق ممتع جداً والخضرة ستكون رفيقك، وأنغام ماجدة الرومي وأم كلثوم وطلال ستنسيك المسافة لذا لا تحاول أبداً المقارنة مع طريق الرياض – الشرقية، إن كنت فاعلاً ياصديقي.

كنَا قد حجزنا في فندق Castello Rosa الذي كانت صوره في الموقع لطيفة ومناسبة، لكن المصيبة أننا احتجنا لأكثر من نصف ساعة للوصول إلى الفندق، بالرغم من اننا في المنطقة الصحيحة وعلى نفس الشارع، توقعنا أن نجد مبنى كبير وعلامات تشير لفندق 4 نجوم، لكن ماوجدناه كان -حرفياً- شقة من 4 غرف في عمارة فيها خمسة فنادق أخرى مشابهة لنفس الفكرة !

 فندق Castello Rosa

بعد الإستراحة لفترة بسيطة، قمنا بالتجول حول الفندق الذي يقع في مكان مناسب قريب من النهر ومن وسط المدينة، ستلمح الجمال والفن في كل ناحية من أنحاء هذه المدينة بداية بلمسات الفنان العظيم مايكلآنجلو الذي عاش فيها فترة طويلة ومرورا بلمسات ليوناردو دي فينشي و بوتشيلي وغيرهم.

من أكثر الأشياء التي ستلاحظها في فلورينس هو كثرة الساحات فيها، بمجرد تجوّلك في المدينة لمدة ساعة يكفيك للمرور على أكثر من واحدة، وفيها تتجمع العروض والناس والمطاعم مما يجعل المدينة مناسبة جداً للمشي و المفاجآت فيها لا تنتهي.

Santa Maria del Fiore

قطعنا مسافة طويلة إلى حيث وجهتنا نهر آرنو الذي لا يبعد كثيراً عن الفندق والوقت يقارب غروب الشمس، مروراً بـبيازا ديل دومو (Piazza Del Duomo) الشهيرة بكاثدرائية فلورينس (Santa Maria del Fiore) كنّا نسير مسرعين دون الحرص على مشاهدة كل شيء، يقودنا الجوع للوصول لأي مطعم كان.

بنصيحة من أحد الأصدقاء ومساعدة من FourSquare إخترنا أن يكون العشاء في مطعم Golden View Open Bar المطل على نهر آرنو وجسر بونتي فيكيو (اPonte Vecchio) المبني في العصور الوسطى والشهير بألوانه ومحلاته التي مازالت تعمل حتى الآن.

تعشينا والحمدلله -كان لذيذ جداً بصراحه- أكملنا جولتنا عائدين للفندق قبل أن تغرب الشمس تماماً.

Ponte Vecchio

خلال ذلك مررنا بـ بيازا ديّلا سينيوريّا (Piazza della Signoria) وهي واحدة من أشهر ساحات فلورينس، وتعتبر واحدة من أكثر الأماكن التي تجتمع فيها التماثيل الفنيّة في العالم، يتوسطها  تمثال كوزيمو الأول راكباً خيله، وعلى أطرافها النسخة التقليد لتمثال مايكل أنجلو الشهير ديفيد، والمتحف المفتوح المشهور، منطقة جميلة جداً للتجوّل والأكل.

على جانب من الديّلا سينيوريا يقع المبنى الرئيسي لمدينة فلورينس، الـ Palazzo Vecchio وهو مبنى تاريخي تم إفتتاحه في عام 1299م  (يعني قبل دخول الملك عبدالعزيز للرياض بـ 603 سنة، للمعلومية بس) يجاوره متحف مفتوح في الهواء الطلق ستجد فيه عروض مختلفة كل مرة.

Palazzo Vecchio

عدنا إلى الفندق -الشقة- تلك الليلة وكلي ثقة أن الجمال ينبع من هذه المدينة، وكل زاوية فيها تحكي الكثير من التفاصيل، جمال فلورينس مبهر بحق.

بدأ يومنا الثاني في فلورينس بالقهوة، القهوة هي كل الصباح في الرياض، فحدثني عنها في فلورينس، “تفنجلنا” على رصيف صغير بين أزقة فلورينس، و أتفقنا على أن تكون بدايتنا اليوم مع باصات Hop On, Hop Off التي أفضلها في بداية كل رحلة لأتعرف ببساطة على جميع المناطق التي تستحق الزيارة وأقوم بترتيب جدولي بناءاً على ذلك، بدأت الجولة حول فلورينس، بداية بنهر آرنو وصعوداً إلى Piazzale Michelangelo المبهرة.

أستطيع أن أضع فلورينس بكاملها بجانب، و هذه الساحة بجانب آخر تماماً حيث أن الإطلالة من فوقها لا تقاس بثمن، المكان والإطلالة البانورامية التي تحظى بها هذه الساحة تكفي كل شيء، تأكد من مرورك بهذه المنطقة إن كنت في فلورينس يوماً ما.

طال عمري في بيازا مايكلأنجلو

عدنا مباشرة إلى وسط فلورينس، وأخترنا أن يكون الغداء في مطعم SE.STO المميز على ضفاف النهر وفي قمة أحد فنادقها، الأكل جميل لكن الممتع حقاً الجلوس والإستمتاع بالإطلالة الجميلة على النهر التي ستحظى بها.

يوجد الكثير لأذكر عن فلورينس، لكن كل ما أتذكرّه أن فلورينس جميلة فقط، ودون أي تبريرات بصراحه، تجوّل فيها إستمتع بعروض الشوارع، وأستنشق الهواء النظيف على جال نهرها، البلدة بأكملها تنطق عشقاً.

  • الطريق إلى الشرق مروراً بالغرب:

عادي، أحس عنوان الفقرة بايخ لكن أعجبني :)، تجهزنا للسفر إلى ريتشوني لإكمال رحلتنا ولكن ببعض الحسابات تأكدت من أن المسافة بين فلورينس (في الوسط) وريتشوني التي تقبع على الساحل الشرقي تقارب الـ 230 كم فقررت أن أضيف بعض “المشاوير” على الطريق.

كانت الخطة أن نزور بيزا -من أجل برجها المائل- ومن ثم نستمتع بالبحر -والغداء- في فورتي دي مارمي القريبة من بيزا ومن ثم نتجه مباشرة إلى ريتشوني عبر الجبال لنزيد من متعة الطريق أكثر مما أضاف 200 كم  على المسافة التي نريد قطعها، وهي بسيطة لمن إعتاد زيارة البحرين من الرياض :).

إتجهنا بعد دفع مبلغ -زيادة عن اللزوم- لموقف السيارة في فلورينس إلى بيزا حيث اقتصرنا زيارتها على رؤية برج بيزا المائل الشهير، فتوقفنا لما يقارب الساعة وأخذ بعض الصور -والبَرَد- وغادرنا المكان متجهين إلى فورتي دي مارمي للغداء هناك.

طال عمري أنطح برج بيزا

بلدة فورتي دي مارمي هي مصيف تجار فلورينس وميلان، مدينة صغيرة على الساحل الغربي لإيطاليا بعدد سكان محدود يقارب الـ 7000 شخص يصل إلى ٣ أضعاف العدد خلال فترة الصيف بسبب السياح القادمين من مدينتي ميلان و فلورينس وبعض الدول الأوروبية القريبة.

البلد بسيط جداً ولا يوجد شيء يستحق الذكر، تذكرني كثيراً بالمدن الصغيرة القريبة من مالقا في الأندلس كدينكون ديلا فيكتوريا وتوري ديل مار حيث تصطف المنازل مقابل الشاطيء ويفصلها عنه مطاعم صغيرة، لكن زيارتها كانت من باب التغيير والإستمتاع بالغداء -اللي ما خيّب ظني والحمدلله- على شاطيء البحر بدلاً من محطات البنزين في طريق سفرنا.

لياقتي للكتابة لاتسعفني، فسأتوقف هاهنا وسأكمل رحلتنا في جزء ثاني يغطي بقية الأيام بإذن الله.

كخّة يا بابا .. كيف تكون إيجابياً !

أضيفت في 25 أكتوبر 2011

Articles 21 kikha

كنت أبحث عن كتاب “كخّة يابابا” في الرياض، و سئلت في تويتر عن من يرشدني للمكتبات التي تقوم ببيعه، و قتها أكرمني وشرّفني الرائع عبدالله المغلوث بإلحاحه على إرسال الكتاب إلى بريدي موقعاً منّه شخصياً.

كنت متوقعاً أن لا اقرأ الكتاب في الوقت الحالي، إنشغالي الشديد هذه الأيام في الإنتقال من وظيفتي الحالية إلى وظيفة أخرى لم يدع مجالاً للتفكير حتى، ولكن قرائتي لجزء يسير من الكتاب خلال إنتظاري إشارة المرور وزحمة السير في الرياض جعلتني أمسك بالكتاب لقرائته مباشرة عند وصولي للمنزل، وأمتد ذلك إلى أن أنهيت الكتاب بسرعة.

أعتدت على قراءة مقالات المغلوث بشكل شبة مستمر في جريدة الوطن، لكن لم أتوقع أن جمع هذه المقالات و التدوينات سيكون بهذا الشكل المختلف، تناول عبدالله أموراً قد لا نلقي لها بالاً في مجتمعنا و نظن بأنها لا تؤثر كثيراً على سلوكياتنا و تحدث بقصص عايش معظمها على تأثير هذه الظواهر الإجتماعية على بقية سلوكياتنا اليومية.

القبلية و العنصرية، تربية الأطفال، إحترام الصفوف و الكثير كانت من أبرز السلوكيات التي تحدث عنها المغلوث في كتابه بسلاسة وخفّة تجبرك على التفكير في تعاملاتنا اليومية، ومقارناته بين ماعاشة في الوطن و ما وجده في الغربة تجعلك تعيد التفكير في السبب خلف تعاملنا بهذا الشكل، كنت متوقعاً أن يكون الكتاب نقدياً بحتاً، ولكن خلال نقده كان دائماً ما يبرز الحلول الإيجابية التي تسهم في تغيير هذه السلوكيات إلى نحو إيجابي.

تعامل السعودي ببنات جنسة و ما عايشة عبدالله المغلوث بالخارج شدّني كثيراً خصوصاً أننا نعايش هذه الامور في الفترة الحالية من الإبتعاث، و سبق أن شاهدتها شخصياً خلال فترة سابقة.

الكتاب رائع ويستحق الإقتناء، سهل القراءة وممتع و لن يأخذ من وقتك الكثير، لا تتردد في شراءة ابداً.

صفحة الكتاب في GoodReads

الكتاب في موقع النيل و الفرات

الفلبين .. آل آيالا (ج 3)

أضيفت في 30 سبتمبر 2011

SAM_0748
[ هذا هو الجزء الثالث من سلسلة تدوينات عن الفلبين ، يمكنك من هنا قراءة الأجزاء : الأول ، الثاني ]

بعد كل تلك المتعة و الهدوء اللي عشناهم في منطقة تاقياتي ، عدنا مرة أخرى لمانيلا و إلى كل الضجيج و الحضارة التي تسكنها ، و بدأنا جولة حول معالم مانيلا ، مع بعض التوضحيات و الشرح من المرشد السياحي العزيز.

من أكثر ما تفاجئنا به في مانيلا الكم الكبير من المعالم التاريخية ، و الحضارة و الحروب السابقة التي عاشتها الفلبين بشكل عام ، سواءاً الحروب العالمية أو حتى الإستعمار الأجنبي الذي عاشت تحت وطئته فتره طويلة ، فمن الطبيعي جداً تشوف مقابر الجنود المشاركين في الحروب ، و كل تلك المعالم التي ترسم الحياة في مانيلا أيام الحرب ، باتكلم في هالجزء عن بعض المعلومات العامة عن مدينة مانيلا ، و بعض من أبرز معالمها وحضارتها.

  • آل آيالا :

pioneers1

في جولتنا على مانيلا كان المرشد السياحي يتحدث عن مختلف الأماكن اللي نمر حواليها ، سواءا مناطق تاريخية ، أو حتى أحياء ومباني مختلفة.

كانت ماكاتي المنطقة التي نسكن فيها أحد أبرز الأماكن التي زرناها ، كان المرشد السياحي يتكلم عن كيف بدأت ماكاتي ، و إلى أين وصلت في الوقت الحالي ، لكن الأبرز من كل هذا كان من يملك ماكاتي ؟

منطقة ماكاتي بالكامل تقريباً مملوكة لعائلة تسمى ( الآيالا Ayala Family ) ، و كل مافيها من أبراج و ناطحات سحاب هي فقط أراضي مؤجرة للآخرين لأغراض تجارية ، و تعود ملكيتها بشكل كامل لهذي العائلة ، و هذي العائلة تعود أصولها لأسبانيا و أستوطنت في الفلبين من فترة طويلة ، و تعتبر من أغنى عوائل الفلبين بل يمكن الأغنى هناك ، كما يملكون شركات كبيرة مثل Globe للإتصالات وغيرها.

يعيشون حالياً في ماكاتي ، و معظمهم لا يتزوج إلا من نفس الأصول ، و معظم أبنائهم يتحدثون الأسبانية بشكل رئيسي ومن ثم اللغات الأخرى ، و تدير مجلس إدارة شركتهم في الوقت الحالي إحدى بنات العائلة ( عزباء – تتجاوز 70 من العمر إذا لكم نظر 😉 ).

  • جنود العم سام :

SAM_0744

كانت المحطة التالية من رحلتنا السياحية هي زيارة أحد أبرز معالم مانيلا ، و أبرز معالم الحرب العالمية الثانية أيضا و هي “ المقبرة الأمريكية في مانيلا ” ، هذه المقبرة يتم التحكم بها بشكل كامل من الحكومة الأمريكية وهي التي تقوم بتوفير كل إحتياجاتها ، بل وحتى العشب يتم نقله من أمريكا إلى الفلبين لأجل هذه المقبرة.

على بوابة المقبرة جنود من السفارة الأمريكية ، فالسفارة هي من تدير كافة شئون هذه المقبرة ، والسبب طبعاً يعود إلى أن معظم القبور في هذه المقبرة تعود إلى الأمريكان الذين شاركوا في الحرب في وقت سابق.

أول ما يلفت إنتباهك في هذه المقبرة هو الترتيب الشديد و “المرسوم بالمسطرة” للقبور أو بالأصح للأوسمة التي عليها والتي عادة تكون إما صليب أو نجمة داوود اليهودية و ذلك لأن العديد من القتلى كانوا من اليهود.

ستصل إلى مكان في منتصف المقبرة يتميّز بشكل دائري ، و يتكون من عدة جدران متراصة خلف بعضها على طول محيط الدائرة ، على كل جدار صف طويل من الأسماء؛ هذه الأسماء هي أسماء القتلى “المفقودين” في الحرب ، و الذي لم يتم إيجاد رفاتهم حتى الآن ، و مرتبة هذه الأسماء بجميع المعلومات كمسقط الرأس و الكتيبة و الجنسية وغيره.

SAM_0751

هذه القوائم تحتوي على أسماء العديد من الجنود من جنسيات مختلفة ، أبرزها الفلبينية و الأمريكية ، و بعضها توضع بجانبها علامة “نجمة ذهبية” والتي أتوقع أن معناها هو أن هذا الشخص تم العثور عليه مؤخراً.


  • جوزية رازال .. و إستقلال الفلبين  :

SAM_0756

بعد زيارة المقبرة الأمريكية ، كان من المهم زيارة نصب الروائي الفلبيني الشهير جوزية رازال التذكاري في حديقة رازال بوسط العاصمة مانيلا ، جوزية رازال لمن لا يعرفة – مثلنا قبل ما نروح لتذكاره – هو روائي فلبيني ينسب له الفضل في الثورة الفلبينية على الإحتلال الأسباني وقته ، و يعتبر يوم إعدامة عطلة رسمية في الفلبين.

في نفس مكان نصب رازال تم إعلان إستقلال الفلبين ، و يوجد عليه حراسة دائمة وجنديين “يكسرون الخاطر” واقفين بدون تحرك و يدينهم خلف ظهرهم ، و عادة ما يزور هذا النصب رؤساء الدول خلال زياراتهم الرسمية للفلبين ، وفي كل زيارة لرئيس دولة يعلّق علم دولته بجانبه.

بصراحه ، مافيه شيء مميز في هذا المكان ، لكن قد يكون شاطيء وممشى “الأحلام المكسورة Broken Dreams” على البحر القريب منه هو الأبرز ، طبعا هذا الممشى -حسب ما يقول مرشدنا- سمي بهذا الأسم لأن الكثير من بنات الحلال ينلعب عليهم في هالمكان من الذئاب البشرية ! عموماً شكل مرشدنا مألف السالفة.

طبعاً زيارة نصب رازال راح يقودك مباشرة لزيارة قلعة سانتياجو Fort Santiago وهي قلعة أسبانية ، وهي جزء من “المدينة المسورة” أو Intramuros في مانيلا ، هذي القلعة اللي أنسجن فيها رازال و تم برضوا إعدامه في نفس القلعة.

SAM_0774 (1)

الصورة هذي لتمثال صغير لرازال داخل السجن الحقيقي اللي أنسجن فيه في القلعة ، طبعاً موضحين بخطوات كيفية إعدامة و إتجاه حركته و كيف مشى وكل شيء ، الرجل فعلاً أسطورة في الفلبين.

بالمناسبة، قلعة فورت سانتياجو بنيت في نفس مكان قلعة أخرى تسمى “القلعة الخشبية Wooden Fort” وهي قلعة الحاكم المسلم راجه سليمان حاكم مملكة Maynila في القرن السادس عشر 🙂

الفلبين .. قصر في السماء ! (ج2)

أضيفت في 17 يناير 2011

panorama tagayaty
[ هذا هو الجزء الثاني من سلسلة تدوينات عن الفلبين ، يمكنك من هنا قراءة الجزء الأول ]

تأخرت كثيراً في طرح هذا الجزء ، فللأسف معاناتي مع التسويف مستمرة وزحمة العمل ما خلت لي أي فرصة لكتابة هالموضوع ، لكن قررت اليوم العودة للكتابة حتى أستطيع تذكر المواقف التي واجهنا و أنشط ذاكرتي قدر المستطاع.

تكلمت في الجزء الأول عن السفر و الحجوزات و الوصول إلى مانيلا ، بالأصح تفاصيل الوصول و اليوم الأول في السفر ، و كذلك تكلمت عن زيارتنا في البداية لأسواق جلوريتا و جرينبيلت.

  • Jet Lag

SAM_0700

أسوء ما عانيت منه في الفلبين كان إختلال نظام النوم مع السفر الطويل أو ما يسمى ( Jet Lag ) ، ففرق ما يقارب 5 ساعات بين السعودية و الفلبين بالإضافة إلى رحلة طويلة تقارب 9 ساعات سببت لي إضطراب لعدة أيام قبل أن تتعدل ساعتي البيولوجية ، و طبعا شكراً رائد على تحملك لي طوال الفترة السفر 😀 .

لا يحتاج الأمر لوصف فالصورة تعبر عن حالتي فعلا صباح اليوم الثاني ، نوم قليل ، صداع ، نفسية سيئة كانت تجتمع كلها فيني ذلك الوقت.

  • أدوات التخطيط و الإختيار

TripAdvisor

كنا نستخدم موقع Trip Advisor لمعرفة المناطق التي تستحق الزيارة حول مانيلا ، لذلك كان له نصيب من سهرتنا ذلك اليوم لتحديد خطة اليوم التالي ، كانت معظم الأفكار تدور حول زيارة منطقة Tagaytay القريبه من مانيلا ، خصوصاً أننا قد سمعنا عنها مسبقاً من أحد الأصدقاء ، بالإضافة إلى أنها من أحد المناطق التي تعتبر من نقاط الإهتمام حول مانيلا في الموقع.

بدأنا في رحلة البحث عن أفضل طريقة للوصول إليها ، و حصلنا على جولة سياحية حول ابرز معالم مدينة مانيلا بالإضافة إلى رحلة إلى Tagaytay عن طريق موقع City Discovery تقريباً بتكلفة 900 ريال للشخصين ، مناسبة جداً لعدة أسباب ، أهمها أن منطقة التجمع هي فندقنا ، و أيضا أنها تجمع بين جولتين سياحتين في نفس الوقت و تقريباً مدتها يوم كامل ( 8 ساعات ).

  • الموقف الأول

SAM_0705

على الموعد كنا في إنتظار الباص الساعة التاسعة صباحاً من يوم الثاني ، وبعد إفطار لا بأس به في الفندق رغم غرابة بعض المأكولات هناك ، و أجواء رائعة كانت في إنتظارنا بالخارج ، فمن الغريب أن لا تمطر في مانيلا ! حيث كما نعلم أن الطقس هناك إستوائي مما يعني أن الأمطار تقريباً تهطل بشكل يومي.

إتجه بنا الباص إلى أحد الفنادق القريبة لنقّل شخصين آخرين سيرافقونا هذه الرحلة ، توقفنا في إنتظارهم و كنا نتحدث خارج السيارة إلى حين وصولهم ، رجل طاعن في السن مع “بنوته” في العشرينات من عمرها ! أشكالهم لا توحي أبداً أنهم من آسيا بل تميل كثيراً إلى أوروبا ، و طبعا كعادة السعوديين خضنا جولة من التوقعات ، كانت تدور بكل صراحه عن مانراه ، زوجين ؟ أم رجل و إبنته ! “ملاقيف 😀 ”

بدد كل الحديث إلتفاتة الرجل إلينا : أهليين ، كيفكون ؟ .. لنعرف طبعاً أنه من لبنان و أن جولة التوقعات التي خضناها كانت مفهومة بدون شك ، و علامات الإحراج كلها على وجهي و وجه رائد 🙁 .

اللبناني مطنقر قدام :D

كان الوضع غريباً ، أنا ورائد في آخر الباص وهم في أوله و يتوسطنا المرشد السياحي الفلبيني ، إحساس بالجو المكهرب يعم الباص و لا نسمع إلا اللغة الفرنسية “ عارفين إننا مستحيل نفهم 😀 ” ، أستغلينا الوقت في الحديث مع المرشد السياحي عن المناطق التي حولنا ، و تركنا “الشايب” و عصبيته لوحده !

  • الطريق إلى تاقاياتي

191491858

الزحمة في مانيلا و ماحولها متعبة ، ففي أوقات العمل يصعب تقريباً التحرك بالسيارة وخصوصا في منطقة مكاتي و مترو مانيلا فالزحمة فيها لا تطاق بكل صراحه ، في نظري الرياض أرحم بكثير ممايحدث هناك ، عانينا من الزحمة لمدة تقارب الساعة حول مانيلا في إتجاهنا إلى تاقاياتي التي تبعد تقريباً 40 كم عن مانيلا.

ما إن تجاوزنا مناطق الأعمال حتى بدأت المناظر من حولنا تتغير و تظهر الطبيعة وجمالها ، و تظهر المسطحات الخضراء في كل جنبات الطريق ، طبيعة ساحرة أحسدهم عليها ، و الخضرة “بزيادة” في كل مكان.

SAM_0706

بدأ المشوار بمنطقة سكنية جديدة ، تجهز لتكون حي راقي كما يقول المرشد السياحي ، و بعدها بدأنا الإبتعاد عن مانيلا قليلاً ، و بدأت تظهر المزارع والمشاتل حول الطريق ، في ذلك الوقت بدأنا بطلوع الجبل للوصول إلى قمة جبل تاقياتي ، و بدأت معالم مانيلا من بعيد تظهر كلما أرتفعنا في الجبل.

خلال هذه الفترة بدأت الأمور تهدأ بيننا وبين الأخوان اللبنانيين ، بدأنا نتبادل الحوار شوي ، و الشايب بدء يسولف “على خفيف” ، و كان النقاش مع المرشد السياحي جداً رائع ، خصوصا أن لغته الإنجليزية كانت جيدة كعادة الفلبينيين ، و اسلوبه في الشرح كان ممتاز جداً ، بكل صراحة وفقنا ربي في هالأجودي.

SAM_0717

الجو كان عامل مساعد في هالرحلة ، غيوم و جو لطيف وبدون امطار ، بدون شك ساعدنا كثير في الإستمتاع بالرحلة ، رغم ان كالعادة الجو الإستوائي مسيطر ، لكن كان الإرتفاع يساعد كثير.

  • الجيبني

191695226

أبرز ما تراه و “تنتبه” له مباشرة عند وصولك إلى الفلبين هو سيارات الجيبني أو Jeepney و هي وسيلة المواصلات الأشهر في الفلبين ، من أول يوم في الفلبين و أمنيتي هي ركوبها و تجربتها في شوارع مانيلا ، ولكن رائد دائماً يرفض لأنها زي ماهو مشهور عنها أبرز مكان للنشل و السرقات الله يكفينا الشر ، زيارة تاقاياتي حققت لي ركوب اللطيف هذا للصعود لاعلى الجبل ، لأن السيارات العادية ممنوعة من الوصول لقمة الجبل ، ويسمح فقط للجيبني و الخيول حسب ما أذكر.

SAM_0719

طبعا السيارة هذي سالفتها سالفة ، زي ما يقول مرشدنا – الله يسلمكم – أنها أساساً تتكون من مكينة سيارات جيب الخاصة بالجيش الأمريكي في الفلبين ، أخذوها الشباب و ركبوها على هذا الشاصي ، و طبعاً كل جيبني يختلف عن الآخر إختلاف كبير ، في الشكل والتصميم و الخرابيط و الألوان اللي تعطيه شكله النهائي ، وهذا الشكل “حسب صديقنا” يحكي حياة الشخص بالكامل ، فالعبارات و الألوان و الشعارات يجب أن يكون لها معنى معين في حياة السواق ، رغم أني ما صدقت هالشي بس للمعلومية فقط 😀 .

أخيراً معنى الإسم “جيبني” هو ( تقارب الركب ) وجاي من “Jeep Knees” ، لأن لحظة ركوب السيارة تكون على شكل صفين متقابلات ، و الركب عادة متلاصقة بسبب ضيق المساحة ، معنى منطقي خصوصاً بعد ما ركبنا السيارة حيث المساحة داخلها جداً صغيرة و حتى الإرتفاع ما يتناسب مع أطوالنا ، و بدون شك مناسب جداً للفلبينيين 😀 .

  • قصر في السماء !

SAM_0734

وصلنا لقمة الجبل أخيراً ، قمة جبل تاقاياتي و اللي يعلوها طبعاً “قصر في السماء” ، إسم قصر أحسها كبيرة جداً عليه بس على العموم في قمة الجبل يوجد قصر بني في الثمانينات عن طريق ماركوس الرئيس الفلبيني وقتها لإستضافة الرئيس الأمريكي رونالد ريجان خلال زيارته للفلبين ، لكن الزيارة ألغيت بسبب مشاكل واجهها ماركوس و القصر أستمر على حاله ولم يتم حتى إكمال بناءة.

المميز في هذا المكان هو الإطلالة التي يطل عليها ، حيث يطل على 4 جهات بحرية ، أولها بحيرة تال و خليج بالايان و بحيرة لاجونا و أخيراً خليج مانيلا ، رغم صغر المكان و عدم ترتيبة لكن الإطلالة هذي تكفي عن كل شي.

SAM_0726

حديقة القصر كانت لطيفة ، صغيرة مع “بقالة” مالها داعي ، و مسرح صغير و جلسات بسيطة تطل من قمة الجبل ، وكذلك بتحصل محلات تعرض بعض التذكارات عن المنطقة لا أكثر ، و يعلو كل هذا كنيسة القصر و أبرز ما فيها تمثال كبير لمريم العذراء .

SAM_0739

المؤسف بصراحه أن الخطة كانت زيارة بركان لاجونا و للأسف كان إختيارنا خاطيء لاننا توقعنا أن الرحلة السياحية ستشمل زيارة البركان لكن زيارة قمة الجبل كافية نوعاً ما.

هذه بعض الصور لقمة الجبل :

SAM_0735SAM_0736SAM_0737SAM_0740SAM_0741SAM_0742

 

  • الأكل الفلبيني

SAM_0743

طبعاً ما يحتاج أوصف لكم ، الغداء كان في مطعم فلبيني “ فلبيني صدقي 😀 ” ، كانت القائمة غريبه ما فهمنا منها أي شي ، و اللبناني و بنته خلوا الموضوع في راسنا و يبغونا أحنا نطلب ، أخذنا تشكيلة ما بين لحم ودجاج و أكل بحري و أشياء غريبة كانت على ذوقهم ، كان أبرزها ورقة شجر مقلية !

IMG_0665

ودجاج طعمة غريب جداً ، و أكل بحري كان لا بأس فيه ، إختلاف كبير و تنوع ، و رائحة !

IMG_0669IMG_0671

أبرز ما في الغداء أن اللبناني روق جداً بعده ، و جلسنا نسولف شوية قبل ما نرجع لمانيلا و تنتهي رحلتنا لتاقاياتي.

إن شاء الله نكمل بالجزء القادم عن مانيلا بتفصيل أكثر و عن أبرز مناطقها و معالمها.

الفلبين .. بلد الـ 7107 جزيرة ! (ج1)

أضيفت في 17 نوفمبر 2010

philippine-flag

كان التخطيط للرحلة عشوائياً بمعنى الكلمة ، فالإجازة مدتها 10 أيام فقط ، ويجب إستغلالها قدر الإمكان ، قررنا السفر جميعا ( 4 أشخاص ) و لكن لم يبقى في النهاية الا أنا و رائد السعيد.

كان الحجز قد تم قبل السفر بأقل من أسبوع ، و أختيار البلد أيضا قد تم بطريقة عشوائية ، فكانت الفكرة إختيار بلد مناسب في هذا التوقيت من السنة و لا يتطلب فيزا للسعوديين ، فكانت الإختيارات تدور بين أربع دول تقريباً هي الفلبين و كوريا الجنوبية و أندونيسيا و هونج كونج ، و حيث أن تذاكر السفر إلى كوريا و هونج كونج كانت مرتفعة جداً و الأوضاع العامة في أندونيسيا لا تشجع للزيارة فقد وقع الإختيار على الفلبين.

لم نكن نعرف أي معلومة مسبقة عن البلد ، وبدأنا في جمع المعلومات تقريباً بعد ما تم التأكد من الحجوزات فقط.

المدة كانت 10 أيام تتضمن زيارة مدينتين على الأكثر ، فأخترنا زيارة كل من مانيلا كعاصمة ، وزيارة هونج كونج لقربها من الفلبين ، ولكن لقصر مدة السفر فقررنا البقاء في الفلبين ، و الذهاب إلى إحدى الجزر السياحية مثل سيبو و بوراكاي ، و كان الإختيار على بوراكاي ، فكانت الخطة بشكل عام 4-2-4 هجومية بحته.

رحلت !

أضيفت في 2 أكتوبر 2010

كنت وحيداً يا جدتي ، أعود بذلك القطار إلى لندن لأعجل بإنهاء إقامتي للعودة إليك ، فقد كنتُ أخطط أن أجعل زيارتك أول محطات عودتي ، كنت وحيداً ياجدتي ، و أنتِ التي كنت تشغلين بالي قبل ذلك بليلة واحدة ، و كنت متوجساً من حدوث أمر ما ولا أعلم لماذا ، حتى جائني اتصال والدي الذي ما أن رأيت اسمه إلا وعلمت أنكِ قد رحلتي.

حادثته ، و سأل عن أخباري وقال بسرعه الخبر ، عندها لم أعلم ماذا أفعل ، أيفترض بي البكاء ! أم يجب أن أكون قوياً وأنا بين هؤلاء ؟ لا أعلم ، أغلقت الهاتف ، و جلست صامتاً لدقائق أصارع فيها عبرة أحاول أن لاتخرج ، صارعتها بشدة ، حتى خسرت و تداريت عنهم ، و بكيت.

بكيت و أختبأت و عشت وقتها في وحدة ، لم أعد أشعر بمن هم حولي ، أخفيت رأسي وبكيت أتوسد شنطتي و صورتك وأنت في سريرك تنازعين ضيق التنفس لتتنفسي ، وتتشبثي بالحياة رغم صوت حشرجة صدرك ، لا تفارقني.

أدرك بأنني كنتُ مقصراً معك في آخر أيامك ، فحتى وأنتِ لا تشعرين بما حولك ، كنتُ متأكداً بأنكِ تحسين بي وأنت في سريرك ، تشعرين بي عندما أقبل يديك التي شوٍهَ جمالها بالأسلاك ، و كنت أعرف عندما أسرق الوقت لأتحدث إليك قبل أن يدخل أحد بأنك تسمعين ما أقول بل وتفهمينه أيضاً.

كنت عندها أريدك أن تعودي لي ، ونعود للحديث و تسئليني كل مرة ( من أنت ؟ ) و أخبرك ، وتعودين بعدها تستطلعين أخبار أبنائي و تلوميني لأنني لم أجلبهم لزيارتك ، رغم أن أمهم ياجدتي لم تأتِ بعد !

كنت لا ألومك ، بل ألوم الزهايمر الذي تسلل إلى ذاكرتك ، كانت أحاديثك رغم ضعف ذاكرتك حلوى أستطعمها كل مرة ، و أعيد تكرارها كل مرة أزورك فيها ، كل مرة آتي للسلام عليك و أنت على كرسيك البسيط ، و سجادتك التي أتعبتها صلواتك ، أعيد الكلام ، و أسئلك نفس الأسئلة وتناقشيني في نفس الأمر.

كم سأشتاق لك ، وسأشتاق لما تخرجينه من عباءتك العامرة ، كل تلك الحلوى ، و كل تلك الهدايا ، التي اعتدت توزيعها على كل من يسلم عليك ، سأشتاق لقهوة المغرب التي تحلو بوجودك ، سأشتاق ياجدتي لتلك الخيمة التي ستبكي كثيراً لفراقك ، و سأشتاق لكل شيء ، حتى اهتزاز يدك الطاهرة التي اعتدت رؤيتها ، و رائحة العود التي تفوح منك ، و ابتسامتك وسؤالك ، وكل دعاءك الذي تمطرينا به في كل مرة ، سأشتاق ياجدتي لكل لحظة ، و كل شي كنتِ جزءاً منه.

أعدك ياجدتي ، أن أخبر أبنائي بأن جدتهم سئلت عنهم كثيراً ، حتى قبل أن تراهم ، و سأحكي لهم كثيراً عنكِ.

رحمك الله ياجدتي ، و كما حُرمت رؤيتك قبل وفاتك ، سألقاك وأمتع ناظري بكِ إن شاء الله في الفردوس الأعلى.

اللهم أبدل جدتي نورة الدخيل داراً خير من دارها ، و أهلاً خيراً من أهلها ، وأدخلها الجنة و أعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار.

اللهم عاملها بما أنت أهله ، ولا تعاملها بما هي أهله ، اللهم أجزها عن الإحسان إحسانا ، و عن الإساءة عفواً وغفراناً.

اللهم إن كانت محسنة فزدها من حسناتها ، و إن كانت مسيئة فتجاوز عن سيئاتها ، اللهم أدخلها الجنة من غير مناقشة حساب ولا سابقة عذاب ، اللهم آنسها في وحدتها و في وحشتها وغربتها ، اللهم أنزلها منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ، اللهم أنزلها منازل الصديقين والشهداء و الصالحين وحسن أولئك رفيقا.

اللهم أجعل قبرها روضة من رياض الجنة ، ولا تجعلة حفرة من حفر النار ، اللهم أفسح لها في قبرها مد بصرها وأفرش قبرها من فراش الجنة و أعذها من عذاب القبر و جافِ الأرض عن جنبيها.

اللهم أملأ قبرها بالرضا و النور والفسحة والسرور وتغمدها بواسع رحمتك ومغفرتك وأسكنها فسيح جناتك.

عبدالله

1 أكتوبر 2010 – لندن

حارس الأمن المبتسم !

أضيفت في 2 أغسطس 2010

Smile !

أعاني منذ فترة من الإدمان ، إدمان من نوع آخر ، أنتشي من الطمأنينة التي يغمرني فيها هذا المخدر ، و أصل إلى الراحة النفسية عندما أتعاطاه كل يوم.

نعم أنا مدمن ، و أعترف بذلك أمام الجميع وبكل فخر ، فهذه قصتي !

كل يوم أصحوا صباحاً بعد أن “ يمّل “ المنبه من المحاولة ، فكعادتي تبدأ محاولات إيقاظي من الساعة السادسة والنصف من صباح كل يوم ، و للأسف لا تنجح إلا محاولات مابعد السابعه والنصف ، كل يوم و أعني فعلاً كل يوم ، أتجهز بشكل سريع و مع كوب القهوه و سخافات إذاعة MBC ، أقضي طريقي إلى مكتب الشركة التي أعمل بها .

أتشبع من نظرات العبوس و الشحوب التي تمليء وجوه قائدي السيارات القريبة مني ، أصل لحد الغثيان من أصوات منبهات السيارات القريبة ، في محاولة أحدهم للتجاوز ، و سب وشتم من الطرف الآخر في بعض الأحيان ، العبوس هو اللون السائد من حولي بداية من عزيزتي “ كورا “ – عاملة المنزل – ، و نهاية بمن حولي في الطريق.

هذه حالي كل يوم حتى أصل لمكتبي ، أدخل من البوابة الرئيسية لألقي السلام و بكل إبتسام على حارس الأمن على بوابة الشركة ، وقتها يرد و يبدأ في سلسلة من الدعاء والسؤال لي بالرحمة والتوفيق من الله ، عندها أبدأ فعلا بالإرتياح ، و أركب المصعد بإبتسامة “ تشق الوجه “ ، فهذا الرجل بكل حق هو من يفتتح يومي .

لا أعرفة ولا يعرفني ، و لست حتى على علم بإسمه ، و كل ما في الأمر أنني كل يوم أشاهدة و هو مبتسم كل الإبتسام ، و يبدأني في إلقاء السلام ، و من ثم يبدأ في الدعاء لي بكل حماس !

رغم كل ما يحمله على عاتقه من مسئوليات ، فمن ملامحه يتأكد لي بأنه أب لعدد لا بأس به من الأطفال ، و الوظيفة كما يتضح بسيطة وراتبها لن يستطيع الوفاء بكل مستلزماته ، و رغم كل ذلك فهو يملك إبتسامه دائمة و ساحرة – ماشاء الله – تجعلني أتفكر في نفسي كثيراً !

فإن كان هو ومع كل هذه الظروف يبتسم ! و يضحك و يباشرك بالسلام ، فمالذي يمنعني منها ، و لماذا أبخل فيها ! جعلني الرجل أبتسم ، و أجبر نفسي على الإبتسام ، فقد أشعرني بقيمة الإبتسامة ، كيف لا و رؤيته أصبحت بالنسبة لي شي محبب جدا ، ولا أفوت فرصة إلقاء السلام عليه في خروجي ودخولي حتى في ظل إنشغاله ، وقتها أبتسم و أحصل على دعوة من إنسان لا تربطني فيه أي رابطة.

فعلاً أدمنت ذلك ، فدعاء الرجل و سؤاله و إبتساماته التي ينثرها من حولي جعلتني أبتسم دائماً ، و بدأت ألتمس الفرق في تصرف الأخرين من حولي عندما أبتسم لهم.

تبسّم ، أنشر الإبتسامة ، إجعل الإبتسامة جواز سفرك لقلوب الآخرين ، إبدأ بها دائما عند لقائك بمن تعرف ومن لا تعرف ، بعدها ستعرف عن ماذا أتحدث ، و ستلمس الفرق وتحس به بشكل سريع و تذكر قوله صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ).

سنة أولى تدوين ،،

أضيفت في 23 يونيو 2009

ها قد تجاوزت عاماً مع التدوين وعالم المدونين ، ففي هذا الشهر من العام 2008 م ، وبالتحديد في اليوم الرابع من شهر يونيو لعام 2008 م بدأت هذه المدونة في عالم الإنترنت .

لا أجد الشيء الكثير لأكتب عنه هنا ، ولكن من الجميل أن أذكر ما تم خلال هذا العام ، وما ذا إستفدت شخصياً من التدوين و من عالم التدوين بشكل عام .

دخول عالم التدوين ، والكتابه بالإسم الصريح بهذا الشكل أمر ليس باليسير أبداً ، خصوصا أنني كنت مدوناً سابقا لمدة بسيطة في مدونة قديمة كانت تدعى ( صفحات ) عام 2006 م ، ولكن توقفت بعد ذلك لإنشغالي في الدراسة الجامعية ، وكان محور إهتمامها هو تسجيل يومياتي أثناء دراستي في المملكة المتحدة.

أما هذه المدونة ، فقد كنت عازماً على أن أستمر بالكتابه فيها ( رغم أني لم أفي بذلك ) ، و كنت أريد أن أكتب كل ما يدور في داخلي ، ففي خلال عام كامل لم أكتب إلا 44 تدوينة ، كانت تتحدث في مجالين تحديداً هما المجتمع ، و التقنية .

أظن بأنني لم أضيف إلى التدوين أي قيمة تذكر ، ولكن أخذت في المقابل الشيء الكثير ، خصوصا في علاقاتي الشخصية ، فقد كان العام الماضي عاماً حافلاً جداً بالعلاقات الجديدة ، مع المدونين والتقنيين بشكل عام .

مما لا يمكن أن أنساه في هذا العام ، هو معرفتي بالثنائي الرائع ( محمد الرحيلي – رائد السعيد ) الذان كانا بحق أخوين لم تلدهما لي أمي ،  كنت أشعر بأنني أعرفهما منذ فترة طويلة ، كانا بحق نجوم هذه السنة ، و لا أكذب إن قلت أنهما من غيرّا الكثير في شخصيتي ، وفي تعاملي مع هذه الحياة ، فلا أستطيع أن أنسى إهتمام رائد بإختبارات التخرج ! و نصائحه الكثيرة بالإهتمام بالعلاج و كأنه أحرص مني على صحتي ! لا أنسى نصائح محمد الكثيرة عن المقابلات الوظيفية ، و جهوده في مساعدتي في كتابة السيرة الذاتية ! كيف أنسى من كنت أستشيرهم في كل صغيره و كبيرة تواجهني في حياتي ! وكيف أنسى من كانوا عوناً لي في كل شي ! كيف أنسى إجتماعنا اليومي في تلك الصاله ، ذات الوسائد الحمراء ! كيف أنسى تلك الأفكار المجنونة ! الكثير الكثير ما قد تخونني فيه الذاكرة .

لذلك و حتى لا أكون جاحداً لهذا المعروف وددت أن أقول ،،

شكرا رائد السعيد ، شكراً محمد الرحيلي على كل ما قدمتوه لي هذا العام ، و أعدكم أن أكون معكم ( بإذن الله ) دائما ، لعلّي أرد قليلاً من دَيِنُكُمْ الذين أحمله على عاتقي .

خلال هذه السنة ، كنت ولازلت أعمل فيها مع الرائع صديقي و أخي و مديري في عالم آبل المصور يزيد الغريبي ، الذي تجمعني به علاقة تسبق عالم التدوين ، و أثمرت عن مدونة جديدة هي مدونة عالم آبل ، والتي أثمرت نجاحاً كبيرً في شهر واحد فقط فشكراً لك يا يزيد .

أظن أنني أطلت كثيراً !!

سأختصر الحديث و أقول ،،

سنة من التدوين ، إستفدت فيها كثيراً من الجانب الشخصي في صقل مهاراتي في الكتابة ، و في التعبير عن ما يدور بداخلي ، و كذلك في إيصال ما أملكه من علم إ‍لى الآخرين .

أما من الجانب الإنساني ، فإستفدت كثيراً من علاقاتي التي أفتخر فيها ، فمعرفتي بفريق عالم التقنية ( سعود الهواوي – عبدالملك الثاري – مقرن النشمي ) ، و كذلك أعضاء رياض جيكس جميعاً ، و أعضاء مجموعة حياة ( الرائع محمد الدغيلبي – صالح القصير – رائد بن سعيد و الآخرين ) ، وبقية المدونين ، و متابعيّ في حساب تويتر أيضاً ،،

شكرا ‍لكم جميعاً على ما قدمتموه لي خلال هذا العام ، ولا حرمكم الله الأجر ،،